السلام عليكم
انى قريت الموضوع هذا وحبيت ننشره فى هذا المنتدى وحبيت نشارك فى هذا المنتدى بشئ مفيد وانشاء الله يستفيد منه كل الاعضاء وان ينال اعجابكم .
المرأة الليبية عانت كثيرا من ويلات التجاهل.. ظلت حبيسة السكون، وحاصرها النسيان من كل مكان؛ والسبب الحصار الغاشم الذي ألقى بظلاله الكئيبة عليها، فأصبحت حواء الليبية بين نارين؛ نار الإهمال وعدم اهتمام المجتمع بها أو بقضاياها، ونار الحصار الغاشم الذي منعها من الاتصال بالعالم الخارجي، وطرح قضاياها ومشاكلها والاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين، وبالرغم من ذلك يبقى لواقع المرأة الليبية طابعه الخاص الذي يميزه عن مثيله في الأقطار الأخرى.
الكاتبة الصحفية الليبية سكينة إبراهيم، الباحثة في مجال علوم البيئة تسلط الضوء على واقع المرأة الليبية، وتغوص في صميم المجتمع الليبي، وتكشف جوانب هامة في أعماقه.
بعد الحصار
* كيف تحولت صورة المجتمع الليبي بعد فك الحصار؟.
-حدث تغير كبير في المجتمع الليبي في السنوات العشر الأخيرة، وقد كانت مشكلتنا الأساسية في الثمانينيات وأوائل التسعينيات هي البحث عن الذاتية التي لا نجدها بسبب التهديد.
الآن مشكلة الشباب الأساسية هي الهروب من الهوية، ومحاولة تقليد الغرب، وبدأ نوع من الانفتاح انتقلت معه ظواهر من المجتمعات الأخرى، مثل الزواج العرفي، والإدمان، خاصة أن المجتمع الليبي مر بفترة عصيبة في أثناء فترة الحصار، والتي كان لها تأثيرها الخطير الذي لم يقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل امتد ليشمل الهزيمة النفسية التي تمثلت في افتقاد الحد الأدنى من الشعور بالأمان وفقدان الثقة بالآخر، حتى لو كان جارا، بل ومن الأهل أيضا، واحتواء نظرات الجميع لبعضهم البعض على نوع من أنواع الريبة والخوف من الآخر، وتحولت المشاعر للفردية والأنانية وإعلاء شعار (أنا وما بعدي الطوفان)، وتفاقم تأثير تلك القيم البعيدة كل البعد عن المجتمع الليبي في ظل البطالة التي يحياها الشباب الليبي.
الواقع الحالي
* وماذا عن الواقع الحالي الذي تعيشه المرأة الليبية؟.
- حواء الليبية حصلت على كل حقوقها في كل التخصصات التي تناسبها، حتى في مجال الشرطة والقضاء، إلا أنها ما زالت بعيدة عن العمل في المجالات الخطيرة والتحدي الهام الذي يواجهها حاليا، هو رفض الرجل الليبي لأن يكون رئيسه امرأة.
وبالنسبة لقضايا الأحوال الشخصية -وخاصة الميراث- فإن المجتمع الليبي يطبق الشريعة الإسلامية في كل معاملاته دون مغالاة، وتحصل المرأة على حقها كاملا دون انتقاص، ولكن قد تحصل عليه نقدا؛ حفاظا على وحدة القبيلة، وربما يتنازل الإخوة في بعض الأحيان لأخواتهم عن جزء نقدي من الميراث إذا كن في حاجة إليه، بالرغم من مسئوليتهم الكاملة عنهن ماديا ومعنويا.
أزمة العنوسة
* وما السبب وراء تفشي ظاهرة العنوسة، رغم الطابع القبلي للمجتمع الليبي؟.
- أسباب العنوسة في ليبيا عديدة، أبرزها انفتاح المرأة على العلم، واتجاهها للعمل، ونظرة المجتمع النمطية للمرأة ربة المنزل، بالإضافة إلى مخاوف الرجل الشرقي من المرأة المتعلمة، وقد ظهرت تلك الظاهرة في ليبيا منذ الثمانينيات؛ نظرا لظروف الحصار، وضيق ذات اليد، إلى جانب سفر الكثير من الشباب للدراسة بالخارج، وزاد الهوة اتساعا زواجهم من أجنبيات.
كذلك ساعد على تفاقم الظاهرة أعباء الزواج المادية التي تثقل كاهل الرجل الليبي، والذي تلزمه تقاليد المجتمع بتوفير كل تكاليف الزواج بداية من توفير المسكن والإنفاق على زوجته، وليس من المقبول اجتماعيا قبوله مشاركة الزوجة له في تحمل هذه الأعباء.
تلك الأعباء جعلت بعض الشباب الليبي يتجه للزواج من عربيات أو أجنبيات، بالإضافة إلى أن المرأة نفسها اختارت العنوسة بإرادتها؛ لأنها وصلت لمرحلة من النضج أصحبت بها ترفض من لا يتقارب فكريا معها، بخلاف الماضي عندما كانت ترضى بأي شخص يطرق الباب خوفا من لقب (عانس).
إن الزواج ليس قضية شخصية للرجل أو المرأة، وإنما هو مشروع اجتماعي يحكم أسرتي الزوجين والمجتمع المحيط والقبيلة؛ لذلك فإن آخر من يؤخذ برأيه هما العروسان، وقضية مساهمة المرأة هي قضية اجتماعية، وليست قضية خاصة، ولكن حاليا بدأ نوع من أنواع التعاون من المرأة ولكن على استحياء.
ويتميز المجتمع الليبي أيضا برفضه المطلق لتعدد الزوجات، وتُعَامل الزوجة الثانية معاملة سيئة من جميع الأطراف.
الفرح الليبي
* ولكن ماذا عن طبيعة حفلات الزفاف في المجتمع الليبي؟.
- الفرح الليبي التقليدي له شكل خاص، يبدأ منذ أن يذهب نساء أسرة العريس ليروا العروس -والأولوية لأولاد العم-، بعد ذلك يذهب كبار العائلة والقبيلة لإعلان الخطوبة -وتسمى الفاتحة الأولى- وفي هذه الجلسة يعطون لأهل العروس المهر، والذين بدورهم يقتطعون جزءا منه، ويعيدونه لأهل العريس؛ وذلك بمثابة الموافقة. ثم يبدأ بعد ذلك (يوم البيان) الذي يُحضِر فيه أهل العريس الدبلة وبعض الهدايا، وهو يوم خاص بالنساء فقط، وخلاله ترتدي العروس الشبكة، وعادة ما يتم ذلك قبل الزفاف بأسبوع، ثم بعد يوم البيان يأتي يوم الفاتحة، وهو عقد القران الرسمي، ويرتدي فيه العريس الزي الشعبي، ويذهب مع الرجال إلى المسجد لعقد القران. وتأتي النساء بكل هدايا العروس في سلال مكشوفة، وفي أثناء عقد القران تضع العروس أقدامها في المياه، ويكون بجانبها صحن فيه خبز، وآخر فيه سكر، وتأخذ الكبريت وتشعله، وهي تنطلق بأسماء صديقاتها غير المتزوجات، وتضع الكبريت في السكر إلى أن تقرأ الفاتحة، وفي أثناء القراءة تمسك سيفا ومرآة؛ لعلها ترى فيها صورة العريس، وبعد ذلك تأخذ الفتيات الخبز وتضعه في السكر وتأكله، ويضعن الكبريت في شعرهن، ويقال إن أول من يقع الكبريت من شعرها هي أول من ستتزوج بعد العروس.
واليوم الثاني يكون يوم الحنة؛ حيث تقوم امرأة (متزوجة أو أرملة فقط) بعجن الحناء، وتقوم أم العريس بوضع قطعة ذهب في يد العروس، ثم توضع فوقها الحناء، وبعد تناول الوجبات ينصرف أهل العريس، وتغير العروس زيها الشعبي وترتدي أكثر من زي، ويبدأ الحفل ثم يتم تحنية العروس، ولا تنام العروس حتى تجف الحناء.
أما عن مراسم الزفاف، فيأخذ أهل العريس العروس إلى المنزل ليحتفلوا بها، ولا تذهب معها أمها ولا تراها إلا بعد أسبوع، ولا ينتهي الفرح بذلك، بل يستمر حتى بعد يوم التصندير (الصباحية) والذي يجهز فيه طعام خاص (العصيدة)، ويجتمع العريس مع أصدقائه في (يوم السلطان) ويؤدون لعبة خاصة بالشباب؛ حيث يحاولون سرقة حذاء العريس، ثم يساومونه عليه بذهب العروس، ثم تقام حفلة، وتظل العروس تتناول الطعام لدى أهل العريس، والعكس لمدة أسبوع، وهو آخر يوم في الاحتفال؛ حيث ترتدي فيه العروس الزي الشعبي، وترقص وسط حفل نسائي، وبهذا ينتهي الفرح.
وهناك أيضا نوع آخر من الأفراح متشابه مع الفرح المصري؛ حيث يدمج يوم البيان وعقد القران والحناء في يوم واحد، ولا يزيد الفرح عن يومين.
المشكلات الأسرية
* ولكن كيف يتم التعامل مع المشكلات الأسرية؟.
- نحن لا نلجأ في المشاكل الأسرية إلى شيخ القبيلة إلا في حالة وقوع ظلم شديد على المرأة، خاصة إذا وصل الأمر لحد الضرب، فهو مستهجن في مجتمعنا، ويتدخل كل رجال العائلة حتى أولاد العم، أما بخلاف ذلك، فعندما تأتي الزوجة وهي غاضبة، فإن كبير المنزل يحاول تهدئتها حتى لا تزيد المشكلة، ويحاول الزوج كسب ودها من جديد وردها بهدية ذهب إذا كان أخطأ في حقها ويمكن أيضا لشخص ذي مكانة أن يتدخل ولكن ليس شيخ القبيلة، وللأسف الشديد الوضع حاليا يزداد سوءا؛ حيث ارتفعت نسبة الطلاق خاصة في الزواج الحديث، وآخر إحصائية تؤكد أنها وصلت إلى 35%، وذلك بسبب عدم التكافؤ وسوء الاختيار منذ البداية.
* وهل تلجئون إلى نظام الخلع؟.
- لا يوجد في قاموس المجتمع الليبي كلمة الخلع نتيجة رفض الرجل الليبي المطلق لفرض نفسه على المرأة، وعندما يطلقها فإنه لا يسترد أي شيء، حتى ولو حدث الانفصال فترة الخطوبة فيرفض استرداد الشبكة أو الهدايا، ولهذا ترتاح المرأة الليبية في زواجها من ابن بلدها، ولا تسعى لاكتساب حق الخلع.
اختكم كرومة