"الناجي الحربي: ليبيا في حالة تحول، وقد بدأت في هيكلة الإدارات من أسفل الهرم إلى أعلاه، ولهذا فإن جهاز الأمن الخارجي يعد صمام أمان للدولة في بناء العلاقات والتبادل الأمني بين مختلف دول العالم"
أثار قرار السلطات الليبية تعيين رئيس الوزراء الأسبق أبو زيد عمر دوردة رئيسا جديدا للأمن الخارجي منتصف الأسبوع الحالي جدلا واسعا في أوساط المهتمين بالشأن العام. والرجل شخصية إدارية مقبولة على المستويين المحلي والدولي، ومؤيد قوي للزعيم الليبي معمر القذافي، في حين يمثل جهاز الأمن الخارجي أخطر جهاز أمني في ليبيا ويصفه الخبراء باليد الطولى في القضايا الخارجية. وفي تصريح للجزيرة نت أكد الكاتب إدريس المسماري أن اختيار دوردة (65 عاما) محاولة لتوطيد العلاقات مع الخارج، إضافة إلى أن ليبيا في طريقها إلى مرحلة جديدة على مستوى العلاقات الدولية، ووجود مثل هذه الشخصية الوطنية النظيفة -على حد تعبيره- قد يذلل كثيرا من المصاعب. وطبيعة شخصية المسؤول الأمني الجديد ليست عدوانية، حسب المسماري، كما أنه يتمتع بكفاءة إدارية، مؤكدا أن منصبه السابق -في إشارة إلى إشرافه على خطة إسكانية طموحة- "أفضل بكثير من المنصب الحالي، حيث البلد في حاجة ملحة إلى مثل هذه الشخصية التي تتمتع بالحزم ونظافة اليد".
ليس من فراغ
بدوره قال رئيس القسم السياسي في صحيفة "أويا" عصام فطيس للجزيرة نت إن تعيين دوردة ليس من فراغ، وإنما لدوره في حل مشاكل عالقة حين كان يمثل ليبيا في الأمم المتحدة، مؤكدا أهمية القرار في دفع عجلة السياسة الخارجية، ومتوقعا ظهور آثار التعيين خلال الفترة المقبلة. وأكد الناشط الحقوقي محمد الرعيض في تصريح للجزيرة نت أن الظروف الدولية تقترن بين الأمن والسياسة باعتبارها المحرك الاقتصادي للعالم، معتبرا أن اختيار رئيس الوزراء السابق إيجابي. وأشار إلى أن القرار يندرج ضمن استقطاب الخبراء، وليس كشرط للانتساب إلى مكتب الاتصال باللجان الثورية. وأوضح في ختام تصريحاته أن تكليف رجل اقتصادي في منصب أمني عسكري مؤشر لإضفاء الطابع الإداري على جهاز الأمن الخارجي.
تغيير لابد منه
ويعتقد الناجي الحربي مدير موقع السلفيوم المقرب من مؤسسة القذافي للتنمية التي يرأسها سيف الإسلام نجل القذافي، أن التغيير الذي طرأ في ليبيا في الآونة الأخيرة على السياسة الخارجية أمر لا بد منه حيال العلاقات الدولية بالنظر إلى ما يحدث الآن على الكرة الأرضية. وأشار إلى أن المرحلة الحالية تتطلب "رجالا في مستوى فهم وإدراك دوردة، حيث إن الدولة الليبية بصدد هيكلة جديدة في الإدارة والاقتصاد وكذلك العلاقات كي تمحو الصورة المهتزة التي تركتها العلاقات المتردية مع الإدارات الأميركية السابقة". وأكد في تصريحات للجزيرة نت أن ليبيا في حالة تحول، وقد بدأت في هيكلة الإدارات من أسفل الهرم إلى أعلاه، ولهذا فإن جهاز الأمن الخارجي يعد صمام أمان للدولة في بناء العلاقات والتبادل الأمني بين مختلف دول العالم. وذكر أن الأمن الخارجي لا يعني القمع ولكن "لأن ليبيا تمثل قلب أفريقيا ومنفتحة على أوروبا في تأسيس علاقاتها على مبدأ الاحترام والندية خاصة أن العالم يشهد تغيرات واضحة". كما أشار إلى أن ليبيا تعاقدت مع شركات كثيرة من *****ت عدة في مختلف المجالات وانفتحت على السياحة "ولا بد أن تعج أراضيها بالأجانب، الواجب يقتضي رعايتهم وتوفير الأمن والأمان لهم.. وتعيين رجل مدني لقيادة مرفق يعتبره البعض عسكريا في حد ذاته تطور نحو مد يد السلام والتعاون والشراكة لكل من يعيش على الكرة الأرضية التي بدأت تضيق بمن يحيا فوقها".
خارج التخصص
ويؤكد الكاتب عبد الرسول العريبي أن مكان دوردة المناسب هو الإشراف على البنية التحتية والاستفادة من خبرته في هذا المجال, مضيفا أن وضعه في مكان خارج تخصصه يتطلب منه جهدا، ومجاله الجديد يحتاج إلى خبرة وممارسة يفتقر إليها. وأكد أن أغلب المشاكل العالقة على الصعيد الدولي والمخابراتي انتهت وقد فتحت ملفاتها، مرجحا في الوقت ذاته أن القرار الليبي ربما لإضفاء مسحة محلية بما يفيد رد الاعتبار لهذه المؤسسة الحساسة. وقد تجاهلت شخصيات محسوبة على اللجان الثورية مطالبات الجزيرة نت بالتعليق، إضافة إلى عدم التمكن من الحصول على تصريحات لمسؤولين بارزين من بينهم دوردة رغم عدة محاولات للاتصال بهم. يذكر أن دوردة شغل منصب محافظ ثم عين وزيرا للثقافة ونائبا لوزير الخارجية ووزيرا للاقتصاد والزراعة ونائبا لرئيس البرلمان ورئيسا للوزراء. كما كان مبعوث ليبيا لدى الأمم المتحدة في نيويورك قبل أن يصبح رئيس شركة السكك الحديد في البلاد ثم المدير الإداري لأكبر مشاريع الإسكان الحكومية.
المصدر: الجزيرة
أثار قرار السلطات الليبية تعيين رئيس الوزراء الأسبق أبو زيد عمر دوردة رئيسا جديدا للأمن الخارجي منتصف الأسبوع الحالي جدلا واسعا في أوساط المهتمين بالشأن العام. والرجل شخصية إدارية مقبولة على المستويين المحلي والدولي، ومؤيد قوي للزعيم الليبي معمر القذافي، في حين يمثل جهاز الأمن الخارجي أخطر جهاز أمني في ليبيا ويصفه الخبراء باليد الطولى في القضايا الخارجية. وفي تصريح للجزيرة نت أكد الكاتب إدريس المسماري أن اختيار دوردة (65 عاما) محاولة لتوطيد العلاقات مع الخارج، إضافة إلى أن ليبيا في طريقها إلى مرحلة جديدة على مستوى العلاقات الدولية، ووجود مثل هذه الشخصية الوطنية النظيفة -على حد تعبيره- قد يذلل كثيرا من المصاعب. وطبيعة شخصية المسؤول الأمني الجديد ليست عدوانية، حسب المسماري، كما أنه يتمتع بكفاءة إدارية، مؤكدا أن منصبه السابق -في إشارة إلى إشرافه على خطة إسكانية طموحة- "أفضل بكثير من المنصب الحالي، حيث البلد في حاجة ملحة إلى مثل هذه الشخصية التي تتمتع بالحزم ونظافة اليد".
ليس من فراغ
بدوره قال رئيس القسم السياسي في صحيفة "أويا" عصام فطيس للجزيرة نت إن تعيين دوردة ليس من فراغ، وإنما لدوره في حل مشاكل عالقة حين كان يمثل ليبيا في الأمم المتحدة، مؤكدا أهمية القرار في دفع عجلة السياسة الخارجية، ومتوقعا ظهور آثار التعيين خلال الفترة المقبلة. وأكد الناشط الحقوقي محمد الرعيض في تصريح للجزيرة نت أن الظروف الدولية تقترن بين الأمن والسياسة باعتبارها المحرك الاقتصادي للعالم، معتبرا أن اختيار رئيس الوزراء السابق إيجابي. وأشار إلى أن القرار يندرج ضمن استقطاب الخبراء، وليس كشرط للانتساب إلى مكتب الاتصال باللجان الثورية. وأوضح في ختام تصريحاته أن تكليف رجل اقتصادي في منصب أمني عسكري مؤشر لإضفاء الطابع الإداري على جهاز الأمن الخارجي.
تغيير لابد منه
ويعتقد الناجي الحربي مدير موقع السلفيوم المقرب من مؤسسة القذافي للتنمية التي يرأسها سيف الإسلام نجل القذافي، أن التغيير الذي طرأ في ليبيا في الآونة الأخيرة على السياسة الخارجية أمر لا بد منه حيال العلاقات الدولية بالنظر إلى ما يحدث الآن على الكرة الأرضية. وأشار إلى أن المرحلة الحالية تتطلب "رجالا في مستوى فهم وإدراك دوردة، حيث إن الدولة الليبية بصدد هيكلة جديدة في الإدارة والاقتصاد وكذلك العلاقات كي تمحو الصورة المهتزة التي تركتها العلاقات المتردية مع الإدارات الأميركية السابقة". وأكد في تصريحات للجزيرة نت أن ليبيا في حالة تحول، وقد بدأت في هيكلة الإدارات من أسفل الهرم إلى أعلاه، ولهذا فإن جهاز الأمن الخارجي يعد صمام أمان للدولة في بناء العلاقات والتبادل الأمني بين مختلف دول العالم. وذكر أن الأمن الخارجي لا يعني القمع ولكن "لأن ليبيا تمثل قلب أفريقيا ومنفتحة على أوروبا في تأسيس علاقاتها على مبدأ الاحترام والندية خاصة أن العالم يشهد تغيرات واضحة". كما أشار إلى أن ليبيا تعاقدت مع شركات كثيرة من *****ت عدة في مختلف المجالات وانفتحت على السياحة "ولا بد أن تعج أراضيها بالأجانب، الواجب يقتضي رعايتهم وتوفير الأمن والأمان لهم.. وتعيين رجل مدني لقيادة مرفق يعتبره البعض عسكريا في حد ذاته تطور نحو مد يد السلام والتعاون والشراكة لكل من يعيش على الكرة الأرضية التي بدأت تضيق بمن يحيا فوقها".
خارج التخصص
ويؤكد الكاتب عبد الرسول العريبي أن مكان دوردة المناسب هو الإشراف على البنية التحتية والاستفادة من خبرته في هذا المجال, مضيفا أن وضعه في مكان خارج تخصصه يتطلب منه جهدا، ومجاله الجديد يحتاج إلى خبرة وممارسة يفتقر إليها. وأكد أن أغلب المشاكل العالقة على الصعيد الدولي والمخابراتي انتهت وقد فتحت ملفاتها، مرجحا في الوقت ذاته أن القرار الليبي ربما لإضفاء مسحة محلية بما يفيد رد الاعتبار لهذه المؤسسة الحساسة. وقد تجاهلت شخصيات محسوبة على اللجان الثورية مطالبات الجزيرة نت بالتعليق، إضافة إلى عدم التمكن من الحصول على تصريحات لمسؤولين بارزين من بينهم دوردة رغم عدة محاولات للاتصال بهم. يذكر أن دوردة شغل منصب محافظ ثم عين وزيرا للثقافة ونائبا لوزير الخارجية ووزيرا للاقتصاد والزراعة ونائبا لرئيس البرلمان ورئيسا للوزراء. كما كان مبعوث ليبيا لدى الأمم المتحدة في نيويورك قبل أن يصبح رئيس شركة السكك الحديد في البلاد ثم المدير الإداري لأكبر مشاريع الإسكان الحكومية.
المصدر: الجزيرة